تكلم حتى أراك

يروى عن الفيلسوف سقراط أنه كان في جلسة روحية مع عدد من طلابه يتناقشون حول قضية من القضايا، وجاء أحدهم وهو يتبختر في مشيه، يزهو بنفسه، وسيماً بشكله، فنظر إليه سقراط مطولاً، ثم قال جملته الشهيرة التي أصبحت مثلاً .. تكلم حتى أراك . وهي جملة من ثلاث كلمات فقط، لكنها حوت معاني ودلالات عظيمة جداً، خصوصاً أنها أتت للتعامل مع فئة موجودة بلا شك في أي مجتمع وبمسميات عديدة، ويراها الكثير في حياتهم ومواقفهم اليومية، بل إنني وجدت في حياتي منها الكثير . الكلام مهم جداً لسبر أغوار من هو أمامك، سواء من تصدر لحديث أو تحدث للتصدر أو حتى ناقش قضية مهمة يراها الكثير باباً لحلول مهمة في الحياة العامة والشخصية، فترى الشكل فيعجبك، وترى الزهو فتتمنى أن يكون لك حظ منه، لكنه عندما يبدأ الكلام فإنك تتمنى بأنك غائب اليوم في بيتك، أو نائم في فراشك، أو حتى كاره للثقافة والعلم وفنون الكلام، فتنظر إليه لتكمل له ما قاله سقراط لذلك الشخص، لكنك تمتنع فليس المقام مقام معركة خاسرة لن تستفيد منها شيئاً . إن من سمات الشخصية الناجحة غالباً أن يترادف الكلام مع الشكل الخارجي للإنسان، وقد نتفاجأ أحياناً بالشكل الخ...